top of page

باسم اللّٰات..!

  • صورة الكاتب: أحمد القاضي
    أحمد القاضي
  • 11 أغسطس 2020
  • 6 دقائق قراءة


بادئ ذي بدء، ليست المرأة في الفكر الأوروبي أكثر من سلعة ترويجية، توضع سيقانها العارية على زجاجات الخمر، وتتمدد بشعرها الفاتن على جسم سيارة من النوع الفاخر؛ ليودي بالرجل في شباك الرأسمالية الاستهلاكية، ثم هم يوجهونها كسلاح فكري من ضمن حروب الجيل الرابع؛ لهدم المجتمعات التي يعادونها، ونشر أفكارهن القذرة باسم العولمة، وكخطة استعمارية دنيئة دون جيش ولا سلاح، ولعل بيل جيتس أعلنها حديثًا في دعوته لتوحيد المجتمعات والعوالم والأديان تحت راية واحدة هي (الطبيعة الأم) وباسم المنهج الأخلاقي!

الحور العين للمرأة

وللنساء في الجنة ما لذ وطاب مثل الرجال تماما، حتى الحور العين، ولي بحث طويل (الحور والمستور) يشرح ذلك بالأسانيد ، والدلائل، وأبسطها أن الحور هي جمع مذكر، ومفردها أحْوَر، وهو من اشتد بياض عينه، ومؤنثها حَوراء، ويكون جمعها حَوْرَاوَات، وإذًا لو شاء الله لقَصَر اللفظ والمعنى على التأنيث، ولكن التذكير هنا ليشمل كلا الجنسين، وكذلك عِين، جمع مذكر مفرده أعْيَن، ومؤنثه عَيْناء، والجمع من ذلك عيناوات، وهن اللاتي اتسع سواد أعينهنَّ مثل الظباء والشوادن، ثم دونك قوله تعالى: (لهم فيها أزواج مطهرة) فكلمة أزواج تشمل الزوجين من التذكير والتأنيث، وورد ذلك في ثلات آيات: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿25﴾ ـــ البقرة قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿15﴾ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿16﴾ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ﴿17﴾ ـــ آل عمران وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴿57﴾ ـــ النساء

وكل هذه الصفات جاءت شاملةً للمؤمنين جميعا من مختلف الجنوس والأعمار، ولا تفرِّق في التكليف، أو الجزاء، فما لم يثبت العكس فإن ما تقدم هو الأصح عقلا والأثبت نقلا.

فتنة المساواة

أتفق وجميع حقوق المرأة وتكريمها، ولكني أتشدد في أن (وللرجال عليهنَّ درجة) إلا أن الرجل لا بد أن يكون رجلا أولا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ظاهر وكامن، قبل أن يمارس قوامَتَه، وكما وجَّه الله به أن يكون، وهذا هو اتجاه الدين الصريح، ولا حرج في عرضه، وطالع إن شئت سخط الله على مشركي قريشٍ لدعواهم بأن الملائكة إناثا: أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ ﴿16﴾ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴿17﴾ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ﴿18﴾ وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ـــ الزخرف الآيات السابقة تعج بالاستنكار والسخط، وهو الذي عبر الله عنه بالحكم المُجْحِفِ في قوله (أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى. تِلْكَ إذًا قِسْمَةُ ضِيزَى)، والآية الثامنة عشر مما تقدم تحوي استفهامًا استنكاريًا ومُفادُه انتقاص قوامة المرأة، ونفي الاستحقاق الشمولي عن الأنثى- دون إثباته لذكر- وتعني: هؤلاء الإناث ينْشأْنَ لَدِناتٍ ليِّنات، فلا يصلحن لعمل الملائك، ثم إنهنَّ لا يكدْنَ يُقِمْنَ الحجة بالحق والصَيِّب من القول ب عند الجدل والمخاصمة، إلا أن تُثًرْثِرْنَ دون إبانة؛ فالسؤال: أفذاكم نصيب الله من خلقه؟ ولكم أنتم الرجالات الصوارم العُقَّل الذين هم أفصح حكما، وأصلح عملا؟ فهذا ذنبٌ ارتكبتموه بالقول على الله غير الحق، وستُسْألون عنه يوم الحساب. وقال أيضًا: أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا ۚ إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا ﴿40﴾ ـــ الإسراء بل إنه انتقص آلهتم لأن فيهنَّ الأنوثى؛ فقال: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ﴿117﴾ ـــ النساء وقال تعالى مما ورد في سيرة مريم: إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿35﴾ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴿36﴾ ـــ آل عمران والجملة الاعتراضية (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ) هي من قول الله تعالى نفسه؛ أي أن السياق: فاذكر يا محمد امرأة عمران لما وضعت مريمَ فدعتني وقالت يا رب إني وضعتها أنثى (وكأنها أرادت: لقد كنت أبغي ذكرًا يرث النبوة ويحمل الرسالة، فجاءت أنثى) وأسميتها مريم، وأنا يا محمد أعلم بما وضعت، ولا يستوي الذكر بالأنثى، أي أن لكل منهم فضل دون صاحبه... إلخ، فالآية لم تجعل الأنثى دون الذكر، ولم تجعله فوقها، ولكنها شهدت لجنسيهما بامتناع المساواة، وما ذهبت إليه أن أن الله فرق بينهما في الأدوار والغايات- أي في الحياة الدنيا- والمُتفق عليه أنهما في الجزاء والعقاب في الآخرة سواء؛ لقوله: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴿124﴾ ـــ النساء فما أردت أن أقول؟ إن المرأة مبجلة ومكرمة- لا في ذلك ريب- ولكن الله خلق الرجل أقوم، وأصلح للخلافة، قال لآدم: إني جاعلُكَ في الأرض خليفة، وقال له محذرًا من إبليس: فلا يُخرجنَّكما من الجنة فتشقى؛ فهو المكلف بالسعي، وحواء خُلِقت سكنا له، لا حاجة في انتقاص حقوقها، ولكن أخشى أن يُنتقص الرجل حقوقه بسبب ما يُعرف بالتمييز الضدي، فلو راجعت المجتمعات النسوية (الغرب) ستدرك حق الإدراك ماذا أعني بذاك المصطلح، وكمثال: تظل الأمل تعامل الطفل الصغير بدلال وتمييز لصالحه دون إخوته لأنه فقير القوى، رهيف الكِيان، حتى تأتي على حقوق الكبار وتحيف بهم، وقد يؤول بنا الخطب إلى ذكلا إخوة يوسف اللطيم (الذي فقد أمه) وقابله بالحنان أبوه ليجبر نقصه؛ فغار منه إخوته، ودخلت البغضاء مدخلها بينهم. وإذًا، لست أقدِّسُ الرجلَ، ولا أنتقص المرأة، القضية وما فيها أن الأبَ قائم على الأبناء، والأخ الأكبر مُفَوَّهٌ عن الصغار، وأن كليهما لا يُساوى بمن دونه، وهذه هي العلاقة بين الرجل وأُنثاه؛ فهو حاميها وعاطيها وكافيها، وإن لم يكن فقد أسقط عن نفسه قوامته عليها؛ لأن تلك شروطها، لكنها مع ذلك لا تقوم عليه أبدًا، تبقى الرجال رجالًا والإناثُ إناثًا.. فليبقَ كل في مكانه الذي خُلِقَ له! المساواة أمر مرفوض تمامًا، لم يأتِ به الدين، ولا القانون العرفي، اللذان يسعيان إلى تحقيق العدالة، في حين أن المساواة تقف حجرًا عثرة في سبيل ذلك.. كتبتها ذات مرة على رَقِيْم (وليتك تشرفني بمطالعة مقالي: النسوية واختلال المعايير) وأقولها لك أخرى: إذا ساويت بين الأعمى والصحيح فقد هضمت الأول حقه، ولكنك إذا ميَّزتَ بينهما لِتهب كلًا منهما ما احتاج وتعوَِضُه عن ما انتُقِصَ؛ فقد بَرَرْتَ كليهما. المساواة سيف الظلم الباتر للعدالة، وهو الذي جعل رواجه اليوم سائغا؛ حيث يقتل عدالة الأديان، ويُقَلِّبُ الأهواء في المجتمعات؛ ليُثَوِّرَ أطيافها.

وسؤالي للمجتمعات الغربية النسوية: أعطيتم القوامةَ المرأةَ، وأحققتموها حقوقها، وساويتم بينها والرجال، فلماذا توجب على الرجل أن يتقدم هو لخطبتها ويحمل الخاتم والزينة بين أكُفِّه؟ ولماذا يجب عليه أن ينهض لإجلاسها في مترو الأنفاق أو في الحافلة؟ لماذا يتحمل عنها العناء ولا يزال يشعر في دواخله بأنها أفقر وأحوج إلى قوته وإلى حكمته؟ ولماذا تظل هي تنتظر منه تيك الأشياء كلها؟ أجيب أنا؟ لأنها الفطرة يا سادة.. الفطرة!

الحجاب

أما عن الحجاب فهو بالفعل قد لا يتعدى قطعة قماش بالية، حينما ترى الفتاةَ تضعه وهي ترتدي الفيزون أو السراويل الضيقة، التي لا أجرؤ على تسميتها بالملابس! وإن وجهتي هي تربية الفتاة على معنى الحجاب قبل مهاجمة من يهاجمُه، فهو لا يرى فيه غير عادة وقطعة ملابس لا تقدم ولا تؤخر، لأنهنَّ بالفعل جعلنَه كذلك، وإن الغرض من الحجاب كان: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها: أي الوجه والكفان ) فهذي الزينة تخص مفاتن الجسد؛ لما سبق عليها من تخصيص الفَرْج بالإحصان، ثم تلاها (وليضربن بخُمُرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن) والخُمُر هنَّ الأحجبة، والجَيْب هو أسفل الرقبة وأعلى الصدر؛ فإذًأ الزينة الثانية المخصوص بها هو كل ما يلفت النظر إليها من الزينة المتعمَّدة والموضوعة، كالحُلِيِّ واللباس المغري، وهذه هي كيفية الحجاب، أما معناه فنراه في سورة الأحزاب (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني ألا يُعرَفنَ فلا يؤذيَن) والجلباب هو العباءة المعروفة، والغرض هو الاحتشام في اللباس بلا زينة، إذ ليست الخُمُر- الآنفة الذكر- كافية، وليس الشعر هو الزينة الوحيدة، بل لا بد أن تكون الملابس كلها محتشمةً ساترةً حاجبةً لكل زينة، والحجاب هو سِتر الزينة والعورة والمَفتن كلهم جميعا؛ بغرض ألا يُعرَفَ عنهنَّ السوءُ، فيحدث المعاكسة، والتحرش، والاغتصاب، الذي نراه في مجتمعاتنا، أو مجرد الأذية بالكلمة والصِيت السوء. وأخيرًا: لماذا المرأة؟ وهنا أهيبُ بك أخرى أن تراجع مقالتي (النسوية واختلال المعايير) وتنظر الجواب هنالك! فالمرأة كانت هي سلعة إبليس منذ خُلق آدم، وقد وسوس إليها؛ لإقناع آدم بعد أن عجز هو عن ذلك. المرأة هي السبيل إلى تأجيج الغرائز التي تُحيل الإنسان إلى حيوان تابع يسهل قيادته واحتناكُه، والاحتناكُ هو السياقة: نقول اِحْتَنَكَ فلانٌ الإبل أي قادها بحبل من رقابها، وهو وعد إبليس (لأحتنكنَّ ذريتهم إلا قليلا). أعوذ بالله أن نكون من أولاء البهائم المسلسلة بأيدي اللعين!

 
 
 

Comments


التواصل الاجتماعي

© 2021 by Ahmed Elkadi
Proudly created with Wix.com

 

الهاتف

Mob : +20 1552864069

Tele  : +20 233825932

البريد الإلكتروني

a.elkadi98@gmail.com

  • SoundCloud
  • podcast
  • Facebook
  • YouTube
bottom of page